روائع مختارة | روضة الدعاة | الدعاة.. أئمة وأعلام | الشيخ عبدالرحمن السديس.. مبكي الحجيج والمعتمرين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > الدعاة.. أئمة وأعلام > الشيخ عبدالرحمن السديس.. مبكي الحجيج والمعتمرين


  الشيخ عبدالرحمن السديس.. مبكي الحجيج والمعتمرين
     عدد مرات المشاهدة: 4335        عدد مرات الإرسال: 0

تهتزّ لقراءته القلوب، وترتعد الفرائص، وتسيل الدموع.. وتتحرّك لخطبته المشاعر، وتقشعرّ لها الأبدان.. ذو صوت مؤثّر يعرفه جيّداً كلُّ من زار البيت الحرام بمكّة المكرّمة حاجّاً أو معتمراً..

وله خاصيّة نادرة في توضيح المعاني وعمق المضامين التي تحملها، فقراءته تدعو للتأمّل والتعايش مع جوهر مفردات القرآن..

وُلِدَ الشيخ "عبدالرحمن السديس" إمام وخطيب الحرم المكّي الشريف في "الرياض" عام 1382ه، الموافق عام 1962م.. ويرجع نسبه إلى قبيلة "عنزة" المشهورة، من محافظة "البكيرية" بمنطقة "القصيم" بالمملكة العربية السعودية.

حفظ القرآن وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة، ولم تنخفض تقديراته في جميع مراحله الدراسية عن درجة "ممتاز".. ونال "جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم لعام 2005م".

التحق الشيخ السديس بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية، ثم بمعهد الرياض العلمي، وتخرج فيه عام 1399ه بتقدير "ممتاز".. ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض، وتخرج فيها عام 1403ه، وعُين معيداً في قسم "أصول الفقه"، واجتاز المرحلة التمهيدية "المنهجية" بتقدير "ممتاز".

وفي عام 1408ه، حصل على درجة "الماجستير" بتقدير "ممتاز" من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية "قسم أصول الفقه"، عن رسالته المعنونة: "المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي".

وحصل على درجة "الدكتوراه" من كلية الشريعة بجامعة أم القرى عام 1416ه بتقدير "ممتاز"، مع التوصية بطبع رسالته وعنوانها: "الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي: دراسة وتحقيق".

يومٌ تاريخي.. ومكانةٌ سامقة:

كان يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شعبان عام 1404ه الموافق 22 مايو 1984م يوماً تاريخياً في حياة الشيخ السديس، حيث أمّ آلاف المصلّين في الحرم المكّي لأول مرّة في صلاة العصر، أمّا أوّل خطبة له على منبر المسجد الحرام فكانت في الخامسَ عشرَ من رمضانَ لنفس العام..

ومنذ تلك اللحظات، ارتبط صوته الجميل بوجدان الحجّاج والمعتمرين القادمين من كلّ فِجاج الأرض، وظلّت هذه المكانة تتنامى حتى يومنا هذا.

ويقوم الشيخ بتدريس التفسير والحديث والعقيدة والفقه في المسجد الحرام، ويشارك في الفتوى في مواسم الحجّ وغيره.. كما يقوم برحلات دعوية داخل المملكة وخارجها، وله مقالات وأحاديث متنوّعة في عدد من وسائل الإعلام..

وهو وجه حضاري معاصر للإسلام، إذ تعرفه منابر المساجد وقاعات الجامعات، ومنتديات الفكر الإسلامي ومؤتمرات وملتقيات الدعوة، ومجالس الإصلاح، ومجامع الإفتاء، وحلقات العلم.. ويحظى برضا الناس وقبولهم؛ لأنه يُفهِم العامّة، ويُقنِع الخاصّة، ويخاطب العقل قبل العاطفة، ويستلهم المصادر الأصلية ويستفيد من ثقافة العصر.

صوتٌ جهوري.. ونبرةٌ مميّزة: ويُعَدّ صوت الشيخ عبدالرحمن السديس وقراءته للقرآن في صلاة التراويح خلال شهر رمضان من أبرز المظاهر الإيمانية التي يتذكّرها كلّ مسلم يرتبط قلبه بمكّة المكرّمة..

فقد حباه الله صوتاً جهورياً قوياً، ونبرة حادّة تتميّز بالتفرّد.. ورغم أن كثيرين حاولوا تقليده واستنساخ طريقة قراءته، إلا أنهم افتقدوا نبرته الخاصّة.. كما يتميّز صوته بعذوبة مصقولة، ووقعٍ دراميٍّ قادرٍ على نقل ما تتضمّنه آيات القرآن الكريم من صور "العذاب" الذي سيواجه المذنبين، وصور "النعيم" الذي سيلقاه الصالحون في الدار الآخرة؛ بطريقةٍ تهزّك من الأعماق، وتجعل دمع عينيك ينزل رغماً عنك.

رؤيا.. ودموع!

ومن يعرفْ الشيخ السديس عن قرب، يجدْ فيه تواضعاً وزهداً وصفاءَ نفسٍ، وتسامحاً ورحمةً وليناً، وابتسامةً لا تفارق وجهه الذي يشعّ منه نور القرآن.. وله موقف شهير يؤكّد هذه الصفات.. فقد اعتاد التلفزيون السعودي أن يقدم برنامجاً دينياً كلّ أسبوع يستضيف فيه عالماً أو شيخاً، يقوم بالردّ على استفسارات المتّصلين، وكان الشيخُ ضيفَ إحدى الحلقات، وقام بالردّ على الأسئلة..

ثمّ اتّصلت سيّدة وطلبت تفسيرَ رؤيا لها، وذكرت أنها كانت في الحرم، ورأت شخصاً يطوف حول الكعبة عارياً، وأنها تعرف هذا الإنسان، وكذلك يعرفه الجميع، فما تفسير هذه الرؤيا؟. .

فردّ عليها الشيخ قائلاً: بشّري هذا الإنسان يا أخت، فتفسير ما رأيتِ هو أنه خالٍ من الذنوب بإذن الله تعالى، وأن الله راضٍ عنه.. فقالت له الأخت: ماذا لو قلت لك إنّ مَنْ رأيتُه في المنام هو "أنت"؟! . . هنا صمت الشيخ السديس اوفاضت عيناه بالدموع.. وقال: "عسى ربّنا أن يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا ويُلحقنا بالصالحين".

إعداد: محمود إبراهيم

المصدر: بوابة نسيج